واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون - 7. أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون - 8. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم - 9. دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين - 10.
(بيان) السورة - كما يلوح من آياتها - مكية من السور النازلة في أوائل البعثة وقد نزلت دفعة للاتصال الظاهر بين كرائم آياتها، وقد استثنى بعضهم قوله تعالى: (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك) إلى تمام ثلاث آيات فذكر أنها مدنية، وبعضهم قوله تعالى: (ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين) فذكر أنها نزلت في اليهود بالمدينة، ولا دليل من جهة اللفظ على شئ من القولين.
وغرض السورة وهو الذي أنزلت لأجل بيانه هو تأكيد القول في التوحيد من طريق الانذار والتبشير كأنها أنزلت عقيب إنكار المشركين الوحي النازل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسميتهم القرآن بالسحر فرد الله سبحانه ذلك عليهم ببيان أن القرآن كتاب سماوي نازل بعلمه تعالى، وأن الذي يتضمنه من معارف التوحيد كوحدانيته تعالى وعلمه وقدرته وانتهاء الخلقة إليه وعجائب سننه في خلقه ورجوعهم جميعا إليه بأعمالهم التي سيجزون بها خيرا أو شرا كل ذلك مما تدل عليه آيات السماء والأرض ويهتدى إليه العقل السليم فهى معان حقة ولا يدل على مثلها إلا كلام حكيم لا سحر مزوق باطل.