الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون - 31. وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون - 32. (بيان) تعود الآيات إلى أصل السياق وهو الحضور فتلتفت إلى النبي صلى الله عليه وآله بالخطاب فتذكر له مظالم المشركين في أصول العقائد الطاهرة وهى التوحيد والاعتقاد بالنبوة والمعاد، و ذلك قوله تعالى: (ومن أظلم) الخ، وقوله: (ومنهم من يستمع إليك) الخ، وقوله: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا) الخ.
ثم تبين أن ذلك منهم أشد الظلم وإهلاك لأنفسهم وخسران لها، وتبين كيف تنعكس إليهم وتوافيهم هذه المظالم يوم القيامة فيكذبون على أنفسهم بإنكار ما قالوا في الدنيا ويتمنون الرجوع إلى الدنيا ليعملوا الصالحات، ويبدون التحسر على ما فرطوا في جنب الله سبحانه.
قوله تعالى: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته) الظلم من أشنع الذنوب بل التحليل الدقيق يقضى أن سائر الذنوب إنما هي شنيعة مذمومة بمقدار ما فيها من معنى الظلم، وهو الانحراف والخروج عن الوسط العدل.
والظلم كما يكبر ويصغر من جهة خصوصيات من صدر عنه الظلم كذلك يختلف حاله بالكبر والصغر من جهة من وقع عليه الظلم أو أريد إيقاعه عليه فكلما جل موقعه وعظم شأنه كان الظلم أكبر وأعظم، ولا أعز قدرا وأكرم ساحة من الله سبحانه ولا من آياته الدالة عليه فلا أظلم ممن ظلم هذه الساحة المنزهة أو ما ينتسب إليها بوجه، ولا يظلم إلا نفسه.
وقد صدق الله سبحانه هذه النظرة العقلية بقوله: (ومن أظلم ممن افترى على