فقوله فاتبعوا الخ كالكناية عن اتباع دينه وإنما لم يذكره بعينه لانهم كانوا معترفين بملة إبراهيم ليكون إشارة إلى كون ما يدعو إليه من الدين حنيفا فطريا لان الفطرة لا تمنع الانسان من أكل الطيبات من اللحوم وسائر الرزق.
(بحث روائي) في الكافي وتفسير العياشي عن الصادق عليه السلام: أن إسرائيل كان إذا أكل لحم الإبل - هيج عليه وجع الخاصرة فحرم على نفسه لحم الإبل - وذلك قبل أن تنزل التوراة - فلما نزلت التوراة لم يحرمه ولم يأكله.
أقول وما يقرب منه مروي من طرق أهل السنة والجماعة.
وقوله في الرواية لم يحرمه ولم يأكله ضميرا الفاعل راجعان إلى موسى لدلالة المقام عليه والمعنى لم يحرمه موسى ولم يأكله ويحتمل أن يكون لم يأكله من التأكيل بمعنى التمكين من الاكل ويظهر من التاج أن التفعيل والمفاعلة فيه بمعنى واحد (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) - فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين (97)) (بيان) الآيتان جواب عن شبهة أخرى كانت اليهود توردها على المؤمنين من جهة النسخ وهي ما حدث في أمر القبلة بتحويلها من بيت المقدس إلى الكعبة وقد مر في تفسير قوله تعالى فول وجهك شطر المسجد الحرام الآية: البقرة - 144 أن تحويل