الحق وتأييده ولا أنه يغفل أو يلهو عن ذلك بإهمال أو جهل فإنه هو العزيز فلا يعجز عما أراده الحكيم فلا يجهل ولا يهمل لا ما عملته أوهام خصماء الحق من إله غير الله سبحانه.
ومن هنا يظهر وجه الآيتان بالاسمين العزيز الحكيم وأن الكلام مسوق لنصر القلب أو الافراد.
قوله تعالى فإن الله عليم بالمفسدين لما كان الغرض من المحاجة وكذا المباهلة بحسب الحقيقة هو إظهار الحق لم يكن يعقل التولي عن الطريق لمريد الغرض والمقصد فلو كانوا أرادوا بذلك إظهار الحق وهم يعلمون أن الله سبحانه ولى الحق لا يرضى بزهوقه ودحوضه لم يتولوا عنها فإن تولوا فإنما هو لكونهم لا يريدون بالمحاجة ظهور الحق بل الغلبة الظاهرية والاحتفاظ على ما في أيديهم من حاضر الوضع والسنة التي استحكمت عليه عادتهم فهم إنما يريدون ما تزينه لهم أهوائهم وهوساتهم من شكل الحياة لا الحياة الصالحة التي تنطبق على الحق والسعادة فهم لا يريدون إصلاحا بل إفساد الدنيا بإفساد الحياة السعيدة فإن تولوا فإنما هو لانهم مفسدون.
ومن هنا يظهر أن الجزاء وضع فيه السبب مكان المسبب أعني الافساد مكان عدم إرادة ظهور الحق.
وقد ضمن الجزاء وصف العلم حيث قيل فإن الله عليم ثم اكد بإن ليدل على أن هذه الصفة متحققة في نفوسهم ناشبة في قلوبهم فيشعر بأنهم سيتولون عن المباهلة لا محالة وقد فعلوا وصدقوا قول الله بفعلهم.
(بحث روائي) في تفسير القمي عن الصادق عليه السلام: أن نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وكان سيدهم الاهتم والعاقب والسيد - وحضرت صلوتهم فأقبلوا يضربون الناقوس وصلوا - فقال أصحاب رسول الله يا رسول الله هذا في مسجدك - فقال دعوهم فلما فرغوا دنوا من رسول الله فقالوا إلى ما تدعو؟ فقال إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأن عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث قالوا فمن