الله علمه الكتاب والحكمة وبأنه من الشهداء يوم القيامة قال تعالى " ويعلمه الكتاب والحكمة " آل عمران - 48 وقال تعالى حكاية عنه " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم: المائدة - 117 وقال تعالى " ويوم القيمة يكون عليهم شهيدا: النساء - 159 فالآيات كما ترى تدل على كون المسيح عليه السلام من الشفعاء وقد تقدم تفصيل القول في هذا المعني في تفسير قوله تعالى " واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا الآية: البقرة - 48.
6 - من أين نشأ هذه الآراء؟
القرآن ينفي أن يكون المسيح عليه السلام هو الملقي لهذه الآراء والعقائد إليهم والمروج لها فيما بينهم بل إنهم تعبدوا لرؤسائهم في الدين وسلموا الامر إليهم وهم نقلوا إليهم عقائد الماضين من الوثنيين كما قال تعالى " وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون الآيات " التوبة - 31.
وهؤلاء الكافرون الذين يشير تعالى إليهم بقوله: يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل ليسوا هم عرب الجاهلية في وثنيتهم حيث قالوا إن الملائكة بنات الله فإن قولهم بأن لله ابنا أقدم تاريخا من تماسهم مع العرب واختلاطهم بهم وخاصة قول اليهود بذلك مع أن ظاهر قوله من قبل أنهم سابقون فيه على اليهود والنصارى على أن اتخاذ الأصنام في الجاهلية مما نقل إليهم من غيرهم ولم يكونوا بمبتكرين في ذلك (1).