عليه تمام الانطباق.
والسبب العمدة في ذلك الخلط بين البحث عن المحكم والمتشابه وبين البحث عن معنى التأويل فأوجب ذلك اختلالا عجيبا في عقد المسألة وكيفية البحث والنتيجة المأخوذة منه ونحن نورد تفصيل القول في كل واحد من أطراف هذه الأبحاث وما قيل فيها وما هو المختار من الحق مع تمييز مورد البحث بما تيسر في ضمن فصول:
1 - المحكم والمتشابه الاحكام والتشابه من الألفاظ المبينة المفاهيم في اللغة وقد وصف بهما الكتاب كما في قوله تعالى " كتاب أحكمت آياته " هود - 1 وقوله تعالى " كتابا متشابها مثاني " الزمر - 23 ولم يتصف بهما الا جملة الكتاب من جهة إتقانه في نظمه وبيانه ومن جهة تشابه نظمه وبيانه في البلوغ إلى غاية الاتقان والاحكام.
لكن قوله تعالى هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات الآية لما اشتمل على تقسيم نفس آيات الكتاب إلى المحكمات والمتشابهات علمنا أن المراد بالأحكام والتشابه هاهنا غير ما يتصف به تمام الكتاب وكان من الحري البحث عن معناهما وتشخيص مصداقهما من الآيات وفيه أقوال ربما تجاوزت العشرة أحدها أن المحكمات هو قوله تعالى في سورة الأنعام " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا إلى آخر الآيات الثلاث " الانعام - 152 و المتشابهات هي التي تشابهت على اليهود وهى الحروف المقطعة النازلة في أوائل عدة من السور القرآنية مثل ألم وألر وحم وذلك أن اليهود أولوها على حساب الجمل فطلبوا أن يستخرجوا منها مدة بقاء هذه الأمة وعمرها فاشتبه عليهم الامر نسب إلى ابن عباس من الصحابة.
وفيه أنه قول من غير دليل ولو سلم فلا دليل على انحصارهما فيهما على أن لازمه وجود قسم ثالث ليس بمحكم ولا متشابه مع أن ظاهر الآية يدفعه.
لكن الحق أن النسبة في غير محلها والذي نقل عن ابن عباس انه قال إن