الآيتين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بناءا على ما روي في سبب النزول وحاصله أن أبا رافع القرظي ورجلا من نصارى نجران قالا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أ تريد أن نعبدك يا محمد فأنزل الله ما كان لبشر أن يؤتيه الله إلى آخر الآيتين الحديث ثم أيده بقوله في آخرهما بعد إذ أنتم مسلمون فإن الاسلام هو الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وفيه أنه خلط بين الاسلام في عرف القرآن وهو دين التوحيد الذي بعث به جميع الأنبياء وبين الاسلام بالاصطلاح الحادث بين المسلمين بعد عصر النزول وقد تقدم الكلام فيه.
(خاتمة فيها فصول) 1 - ما هي قصة عيسى وامه في القرآن؟
كانت أم المسيح مريم بنت عمران حملت بها أمها فنذرت أن تجعل ما في بطنها إذا وضعته محررا يخدم المسجد وهي تزعم أن ما في بطنها ذكور فلما وضعتها وبان لها أنها أنثى حزنت وتحسرت ثم سمتها مريم أي الخادمة وقد كان توفي أبوها عمران قبل ولادتها فأتت بها المسجد تسلمها للكهنة وفيهم زكريا فتشاجروا في كفالتها ثم اصطلحوا على القرعة وساهموا فخرج لزكريا فكفلها حتى إذا أدركت ضرب لها من دونهم حجابا فكانت تعبد الله سبحانه فيها لا يدخل عليها إلا زكريا وكلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله والله يرزق من يشاء بغير حساب وقد كانت عليها السلام صديقة وكانت معصومة بعصمة الله طاهرة مصطفاة محدثة حدثها الملائكة بأن الله اصطفاها وطهرها وكانت من القانتين ومن آيات الله للعالمين سورة آل عمران آية 35 - 44 سورة مريم آية 16 سورة الأنبياء آية 91 سورة التحريم آية 12.
ثم إن الله تعالى أرسل إليها الروح وهي محتجبة فتمثل لها بشرا سويا وذكر لها أنه رسول من ربها ليهب لها بإذن الله ولدا من غير أب وبشرها بما سيظهر من ولدها من المعجزات الباهرة وأخبرها أن الله سيؤيده بروح القدس ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بني إسرائيل ذا الآيات البينات وأنبأها