المقتضية لذلك فلا محذور فيه. والجملة أعني قوله تعالى بيدك الخير تدل على حصر الخير فيه تعالى لمكان اللام وتقديم الظرف الذي هو الخبر والمعنى أن أمر كل خير مطلوب إليك وأنت المعطي المفيض إياه.
فالجملة في موضع التعليل لما تقدمت عليها من الجمل أعني قوله تؤتي الملك من تشاء إلخ من قبيل تعليل الخاص بما يعمه وغيره أعني أن الخير الذي يؤتيه تعالى أعم من الملك والعزة وهو ظاهر.
وكما يصح تعليل إيتاء الملك والاعزاز بالخير الذي بيده تعالى كذلك يصح تعليل نزع الملك والاذلال فإنهما وإن كانا شرين لكن ليس الشر إلا عدم الخير فنزع الملك ليس إلا عدم الاعزاز فانتهاء كل خير إليه تعالى هو الموجب لانتهاء كل حرمان من الخير بنحو إليه تعالى نعم الذي يجب انتفائه عنه تعالى هو الاتصاف بما لا يليق بساحة قدسه من نواقص أفعال العباد وقبائح المعاصي إلا بنحو الخذلان وعدم التوفيق كما مر البحث عن ذلك.
وبالجملة هناك خير وشر تكوينيان كالملك والعزة ونزع الملك والذلة والخير التكويني أمر وجودي من إيتاء الله تعالى والشر التكويني إنما هو عدم إيتاء الخير ولا ضير في انتسابه إلى الله سبحانه فإنه هو المالك للخير لا يملكه غيره فإذا أعطى غيره شيئا من الخير فله الامر وله الحمد وإن لم يعط أو منع فلا حق لغيره عليه حتى يلزمه عليه فيكون امتناعه من الاعطاء ظلما على أن إعطائه ومنعه كليهما مقارنان للمصالح العامة الدخيلة في صلاح النظام الدائر بين أجزاء العالم.
وهناك خير وشر تشريعيان وهما أقسام الطاعات والمعاصي وهما الافعال الصادرة عن الانسان من حيث انتسابها إلى اختياره ولا تستند من هذه الجهة إلى غير الانسان قطعا وهذه النسبة هي الملاك لحسنها وقبحها ولولا فرض اختيار في صدورها لم تتصف بحسن ولا قبح وهي من هذه الجهة لا تنتسب إليه تعالى إلا من حيث توفيقه تعالى وعدم توفيقه لمصالح تقتضي ذلك.
فقد تبين إن الخير كله بيد الله وبذلك ينتظم أمر العالم في اشتماله على كل