صعوبة كما يقال يعز على كذا قال تعالى عزيز عليه ما عنتم: التوبة - 128 أي صعب عليه واستعمل في كل غلبة كما يقال من عز بز أي من غلب سلب قال تعالى وعزني في الخطاب: ص - 23 أي غلبني والأصل في معناه ما مر.
ويقابله الذل وهو سهولة المنال بقهر محقق أو مفروض قال تعالى ضربت عليهم الذلة والمسكنة: البقرة - 61 وقال تعالى واخفض لهما جناح الذل الاسراء - 24 وقال تعالى أذلة على المؤمنين: المائدة - 54.
والعزة من لوازم الملك على الاطلاق وكل من سواه إذا تملك شيئا فهو تعالى خوله ذلك وملكه وإن ملك على قوم فهو تعالى آتاه ذلك فكانت العزة له تعالى محضا وما عند غيره منها فإنما هو بايتائه وإفضاله قال تعالى أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا - النساء - 139 وقال تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين:
المنافقون - 8 وهذه هي العزة الحقيقية وأما غيرها فإنما هي ذل في صورة عز قال تعالى بل الذين كفروا في عزة وشقاق: ص - 2 ولذا أردفه بقوله كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص: ص - 3.
وللذل بالمقابلة ما يقابل العز من الحكم فكل شئ غيره تعالى ذليل في نفسه إلا من أعزه الله تعالى تعز من تشاء وتذل من تشاء.
قوله تعالى بيدك الخير إنك على كل شئ قدير الأصل في معنى الخير هو الانتخاب وإنما نسمي الشئ خيرا لأنا نقيسه إلى شئ آخر نريد أن نختار أحدهما فننتخبه فهو خير ولا نختاره إلا لكونه متضمنا لما نريده ونقصده فما نريده هو الخير بالحقيقة وإن كنا أردناه أيضا لشئ آخر فذلك الآخر هو الخير بالحقيقة وغيره خير من جهته فالخير بالحقيقة هو المطلوب لنفسه يسمى خيرا لكونه هو المطلوب إذا قيس إلى غيره وهو المنتخب من بين الأشياء إذا أردنا واحدا منها وترددنا في اختياره من بينها.
فالشئ كما عرفت إنما يسمى خيرا لكونه منتخبا إذا قيس إلى شئ آخر مؤثرا بالنسبة إلى ذلك الآخر ففي معناه نسبة إلى الغير ولذا قيل إنه صيغة التفضيل وأصله أخير وليس بأفعل التفضيل وإنما يقبل انطباق معنى التفضيل على مورده فيتعلق