على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه فجادلهم وعرض عليهم وحرض الحرض كله فأبوا عليه وامتنعوا عن اليهودية والدخول فيها واختاروا القتل فاتخذ لهم أخدودا وجمع فيه من الحطب وأشعل فيه النار فمنهم من احرق بالنار ومنهم من قتل بالسيف ومثل بهم كل مثلة فبلغ عدد من قتل واحرق بالنار عشرين ألفا وأفلت رجل منهم يدعى دوس ذو بغلتان على فرس له وركضه واتبعوه حتى أعجزهم في الرمل ورجع ذو نواس إلى ضيعة من جنوده فقال الله قتل أصحاب الا خدود إلى قوله العزيز الحميد.
وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر فلما مرض الساحر قال إني قد حضر أجلي فادفع إلي غلاما اعلمه السحر فدفع إليه غلاما وكان يختلف إليه وبين الساحر والملك راهب فمر الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وأمره فكان يطيل عنده القعود فإذا أبطأ على الساحر ضربه وإذا أبطأ عن أهله ضربوه فشكا ذلك إلى الراهب فقال يا بني إذا استبطأك الساحر فقل حبسني أهلي وإذا استبطأك أهلك فقل حبسني الساحر فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيتهم دابة عظيمة فقال اليوم اعلم أمر الساحر أفضل أم أمر الراهب فأخذ حجرا فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة فرمى فقتلها ومضى الناس فأخبر بذلك الراهب فقال يا بني إنك ستبتلى فإذا ابتليت فلا تدل علي قال وجعل يداوي الناس فيبرئ الأكمه والأبرص فبينما هو كذلك إذ عمى جليس للملك فأتاه وحمل إليه مالا كثيرا فقال اشفني ولك ما هاهنا فقال أنا لا أشفي أحدا ولكن الله يشفي فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك قال فآمن فدعا الله فشفاه فذهب فجلس إلى الملك فقال يا فلان من شفاك فقال ربي قال أنا قال لا ربى وربك الله قال أو ان لك ربا غيري قال نعم ربي وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الغلام فبعث إلى الغلام فقال لقد بلغ من امرك ان تشفي الأكمه والأبرص قال ما أشفي أحدا ولكن ربي يشفي قال أو ان لك ربا غيري قال نعم ربي وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الراهب فوضع المنشار عليه فنشره حتى وقع شقاه فقال للغلام ارجع عن دينك فأبى فأرسل معه نفرا وقال اصعدوا به جبلا كذا وكذا فان رجع عن دينه وإلا فدهدهوه منه قال فعلوا به الجبل