في الكافي عن الباقر (عليه السلام) قال إن الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه وخلق أبدانهم من دون ذلك وقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا ثم تلا هذه الآية كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون وخلق عدونا من سجين وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الآية كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين.
أقول: الا فاعيل المتكررة والاعتقادات الراسخة في النفوس بمنزلة النقوش الكتابية في الألواح فمن كانت معلوماته أمورا قدسية وأخلاقه زكية وأعماله صالحة يأتي كتابه بيمينه أي من جانبه الأقوى الروحاني وهو جهة عليين وذلك لان كتابه من جنس الألواح العالية والصحف المكرمة المرفوعة المطهرة بأيدي سفرة كرام بررة يشهده المقربون ومن كانت معلوماته مقصورة على الجرميات وأخلاقه سيئة وأعماله خبيثة يأتي كتابه بشماله أي من جانبه الأضعف الجسماني وهو جهة سجين وذلك لان كتابه من جنس الأوراق السفلية والصحائف الحسية القابلة للاحتراق فلا جسم يعذب بالنار وإنما عود الأرواح إلى ما خلقت منه كما قال الله سبحانه كما بدأكم تعودون فما خلق من عليين فكتابه في عليين وما خلق من سجين فكتابه في سجين.
(22) إن الأبرار لفي نعيم.
(23) على الأرائك ينظرون على الأسرة في الحجال ينظرون إلى ما يسرون به من النعيم.
(24) تعرف في وجوههم نضرة النعيم بهجة التنعم وبريقه وقرئ تعرف على بناء المفعول ونضرة بالرفع.
(25) يسقون من رحيق شراب خالص مختوم.
(26) ختامه مسك قيل أي مختوم أوانيه بالمسك مكان الطين ولعله تمثيل لنفاسته والقمي قال ماء إذا شربه المؤمن وجد رائحة المسك فيه.