التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١٣٧
وسوء رأيهم فان النظر السوي يقتضي ان يتوكلوا على الله ويلتجئوا إليه بالاستغفار إذا احتبس القطر عنهم ولم ييئسوا من رحمته وان يبادروا إلى الشكر والاستدامة بالطاعة إذا أصابهم برحمته ولم يفرطوا في الاستبشار وان يصبروا على بلائه إذا ضرب زروعهم بالاصفرار ولم يكفروا نعمه (52) فإنك لا تسمع الموتى وهم مثلهم لما سدوا عن الحق مشاعرهم ولا تسمع الصم الدعاء وقرئ بالياء مفتوحة ورفع الصم إذا ولوا مدبرين قيل قيد الحكم ليكون أشد استحالة فان الأصم المقبل وان لم يسمع الكلام تفطن منه بواسطة الحركات شيئا (53) وما أنت بهادي العمى عن ضلالتهم ان تسمع الا من يؤمن بآياتنا لأنه الذي يتلقى اللفظ ويتدبر المعنى فهم مسلمون لما تأمرهم به (54) الله الذي خلقكم من ضعف ابتدءكم ضعفاء أو خلقكم من أصل ضعيف وهو النطفة ثم جعل من بعد ضعف قوة وهو بلوغكم الأشد ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة إذا اخذ منكم السن يخلق ما يشاء من ضعف وقوة وشيبة وقرئ بفتح الضاد في الجميع وهو العليم القدير (55) ويوم تقوم الساعة القيامة وهي من الأسماء الغالبة يقسم المجرمون ما لبثوا في الدنيا أو في القبور غير ساعة استقلوا مدة لبثهم كذلك مثل ذلك التصرف عن الصدق كانوا يؤفكون يصرفون في الدنيا (56) وقال الذين أوتوا العلم والايمان في الكافي والعيون عن الرضا عليه السلام في الحديث الذي يصف فيه الإمامة والإمام قال فقلدها صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بأمر الله عز وجل على رسم ما فرض الله تعالى فصارت في ذريته الأصفياء الذين اتيهم الله تعالى العلم والإيمان بقوله وقال الذين أوتوا العلم والايمان الآية لقد لبثتم في كتاب الله في علمه وقضائه وما أوجبه لكم وكتبه إلى يوم البعث الذي أنكرتموه فهذا
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست