التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١٣٦
ولعلكم تشكرون ولتشكروا نعمة الله فيها (47) ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا بالتدمير وكان حقا علينا نصر المؤمنين فيه اشعار بأن الانتقام لهم واظهار لكرامتهم حيث جعلهم مستحقين على الله ان ينصرهم في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله ما من امرء مسلم يرد عن عرض أخيه الا كان حقا على الله ان يرد عنه نار جهنم يوم القيامة ثم قرأ وكان حقا علينا نصر المؤمنين وفي الفقيه عن الصادق عليه السلام قال حسب المؤمن نصرة ان يرى عدوه يعمل بمعاصي الله (48) الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا القمي اي ترفعه فيبسطه في السماء كيف يشاء سائرا وواقفا مطبقا وغير مطبق من جانب دون جانب إلى غير ذلك ويجعله كسفا قيل قطعا اي يبسطه تارة وأخرى يجعله قطعا والقمي قال بعضه على بعض فترى الودق المطر يخرج من خلاله وفي المجمع عن علي عليه السلام من خلله فإذا أصاب به من يشاء من عباده يعني بلادهم وأراضيهم إذا هم يستبشرون بمجئ الخصب (49) وان كانوا من قبل ان ينزل عليهم المطر من قبله تكرير للتأكيد لمبلسين لابسين (50) فانظر إلى آثار رحمة الله أثر الغيث من النبات والأشجار وأنواع الثمار وقرئ اثار كيف يحيى الأرض بعد موتها ان ذلك يعني الذي قدر على احياء الأرض بعد موتها لمحيي الموتى ليحييهم لا محالة وهو على كل شئ قدير (51) ولئن أرسلنا ريحا فراوه مصفرا قيل فرأوا الأثر والزرع فإنه مدلول عليه بما تقدم وقيل السحاب لأنه إذا كان مصفرا لم يمطر لظلوا من بعده يكفرون قيل هذه الآيات ناعية على الكفار بقلة تثبتهم وعدم تدبرهم وسرعة تزلزلهم لعدم تفكرهم
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست