سورة الفرقان مكية كلها وقال ابن عباس إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدنية من قوله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى قوله غفورا رحيما عدد آيها سبع وسبعون آية بلا خلاف بسم الله الرحمن الرحيم (1) تبارك الذي نزل الفرقان على عبده تكاثر خيره من البركة وهي كثرة الخير وقد سبق تفسير الفرقان في سورة آل عمران ليكون العبد أو الفرقان للعلمين نذيرا للجن والأنس منذرا أو إنذارا كالنكير بمعنى الإنكار (2) الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا كما زعمه النصارى ولم يكن له شريك في الملك كقول الثنوية وخلق كل شئ فقدره تقديرا القمي عن الرضا عليه السلام قال تدري ما التقدير قيل لا قال هو وضع الحدود من الآجال والأرزاق والبقاء والفناء تدري ما القضاء قيل لا قال هو إقامة العين (3) واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون لأن عبدتهم ينحتونهم ويصورونهم ولا يملكون ولا يستطيعون لأنفسهم ضرا دفع ضر ولا نفعا ولا جلب نفع ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ولا يملكون إماتة أحد وإحيائه أولا وبعثه ثانيا ومن كان كذلك فبمعزل عن الألوهية (4) وقال الذين كفروا إن هذا يعنون القرآن إلا إفك كذب مصروف عن وجهه افتراه اختلقه وأعانه عليه قوم آخرون القمي قالوا هذا الذي يقرأه رسول الله صلى الله عليه وآله ويخبرنا به إنما يتعلمه من اليهود ويكتبه من علماء النصارى ويكتب عن رجل يقال له ابن قبيطة ينقله عنه بالغداة والعشي فحكى سبحانه وتعالى قولهم فرد عليهم
(٤)