يا بني لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها فما خلق الله خلقا هو أهون عليه منها الا ترى انه لم يجعل نعيمها ثواب للمطيعين ولم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين (20) ألم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات بأن جعله أسبابا لمنافعكم وما في الأرض بأن مكنكم من الانتفاع به وأسبغ عليكم نعمته ظاهرة وباطنة محسوسة ومعقولة ما تعرفونه وما لا تعرفونه وقرئ نعمه على الجمع والقمي عن الباقر عليه السلام اما النعمة الظاهرة فالنبي صلى الله عليه وآله وما جاء به من معرفة الله وتوحيده واما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا وفي الاكمال والمناقب عن الكاظم عليه السلام النعمة الظاهرة الامام الظاهر والباطنة الامام الغائب وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله اما ما ظهر فالاسلام وما سوى الله من خلقك وما أفضل عليك من الرزق واما ما بطن فستر مساوي عملك ولم يفضحك به وفي الأمالي عن الباقر عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام قل: ما أول نعمة ابلاك الله عز وجل وانعم عليك بها قال إن خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا قال صدقت فما الثانية قال إن أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيا لا مواتا قال صدقت فما الثالثة قال إن أنشأني وله الحمد في أحسن صورة واعدل تركيب قال صدقت فما الرابعة قال إن جعلني متفكرا راعيا لا ساهيا قال صدقت فما الخامسة قال إن جعل لي شواعر أدرك ما ابتغيت بها وجعل لي سراجا منيرا قال صدقت فما السادسة قال إن هداني الله لدينه ولم يضلني عن سبيله قال صدقت فما السابعة قال إن جعل لي مردا في حياة لا انقطاع لها قال صدقت فما الثامنة قال إن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا قال صدقت فما التاسعة قال إن سخر لي سماءه وارضه وما فيهما وما بينهما من خلقه قال صدقت فما العاشرة قال إن جعلنا سبحانه ذكرانا قواما على حلائلنا لا إناثا قال صدقت فما بعدها قال كثرت نعم الله يا نبي الله فطابت وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله
(١٤٨)