وفي رواية: (المرصاد قنطرة على الصراط، لا يجوزها عبد بمظلمة عبد) (1). ويأتي فيه حديث آخر (2).
(فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه): اختبره بالغنى واليسر فأكرمه ونعمه بالجاه والمال (فيقول ربي أكرمن).
(وأما إذا ما ابتلاه) بالفقر والتقتير فقدر عليه رزقه قال: (فضيق عليه وقتر) (3).
(فيقول ربي أهانن) لقصور نظره وسوء فكره، فإن التقتير قد يؤدي إلى كرامة الدارين والتوسعة قد تفضى إلى قصد الأعداء والانهماك في حب الدنيا، ولذلك ذمه على قوليه، و ردعه.
(كلا بل لا تكرمون اليتيم).
(ولا تحاضون على طعام المسكين) أي: بل فعلهم أسوء من قولهم وأدل على تهالكهم بالمال، وهو أنهم لا يكرمون اليتيم بالتفقد والمبرة، وإغنائهم عن ذل السؤال، (ولا يحثون أهلهم على طعام المسكين).
(وتأكلون التراث): الميراث أكلا لما: ذا لم، أي: جمع بين الحلال والحرام فإنهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون أنصباءهم، أو يأكلون ما جمعه المورث من حلال وحرام، عالمين بذلك.
(وتحبون المال حبا جما): كثيرا مع حرص وشهوة.
(كلا). ردع لهم عن ذلك، وما بعده وعيد عليه. (إذا دكت الأرض دكا دكا: دكا) بعد دك، حتى صارت منخفضة الجبال والتلال، أو هباء منبثا.