النار، كما تركت الأئمة فلم تطع أمرهم) 1.
(وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) من ضنك العيش ومن العمى. (أفلم يهد لهم) يبين لهم (كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم) ويشاهدون آثار هلاكهم (إن في ذلك لايات لأولي النهى):
لذوي العقول الناهية عن التغافل والتعامي.
(ولولا كلمة سبقت من ربك) وهي العدة بتأخير عذاب هذه الأمة إلى الآخرة (لكان لزاما): لكان مثل ما نزل بعاد وثمود لازما لهذه الكفرة (وأجل مسمى). عطف على (كلمة) أي: ولولا العدة بتأخير العذاب، وأجل مسمى لأعمارهم أو لعذابهم، لكان العذاب لزاما، والفصل للدلالة على استقلال كل منهما بنفي لزوم العذاب.
(فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن اناء الليل): ساعاته (فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى) طمعا أن تنال عند الله ما به ترض.
سئل عن هذه الآية؟ فقال: (فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس وقبل غروبها عشر مرات: لا إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير) 2. وقال: (وأطراف النهار) يعني تطوع بالنهار) 3.
(ولا تمدن عينيك) أي نظرهما (إلى ما متعنا به أزواجا منهم): أصنافا من الكفرة (زهرة الحياة الدنيا): زينتها وبهجتها (لنفتنهم فيه): لنبلوهم ونختبرهم فيه أو لنعذبهم في الآخرة بسببه (ورزق ربك خير وأبقى) أي: الهدى والنبوة، فإنه لا ينقطع.