(لا الشمس ينبغي لها): يصح لها ويتسهل (أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون): يسيرون فيه بانبساط.
قال: (يقول: الشمس سلطان النهار، والقمر سلطان الليل، لا ينبغي للشمس أن تكون مع ضوء القمر بالليل، ولا يسبق الليل النهار: يقول: لا يذهب الليل حتى يدركه النهار، (وكل في فلك يسبحون): يقول: يجئ وراء الفلك الاستدارة) (1).
وفي رواية: (إن النهار خلق قبل الليل وقوله تعالى:) ولا الليل سابق النهار (أي: قد سبقه النهار) (2).
(واية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون): المملوء، أي: سفينة نوح، كما في قوله:) ذرية من حملنا مع نوح) (3).
سئل في حديث: فما التسعون؟ قال: (الفلك المشحون، اتخذ نوح عليه السلام فيه تسعين بيتا للبهائم) (4).
قيل: حمل الله ذريتهم فيها، حمله آباءهم الأقدمين وفي أصلابهم ذرياتهم، وتخصيص الذرية لأنه أبلغ في الامتنان وأدخل في التعجيب مع الايجاز (5). والقمي: السفن الممتلئة (6)، وعمم الفلك، فالمراد بالذرية أولادهم الذين يبعثونهم إلى تجاراتهم، أو صبيانهم ونسائهم.
(وخلقنا لهم من مثله): من مثل الفلك (ما يركبون) من السفن والزوارق، على المعنى الأول، ومن الأنعام والدواب، ولا سيما الإبل، فإنها سفائن البر، على المعنى الأخير.