(ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون). إنما.
خصهم لأنهم أشرف شركائهم والصالحون للخطاب منهم، وهو تقريع للمشركين، وتبكيت وإقناط لهم عما يتوقعون من شفاعتهم.
(قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم) لا موالاة بيننا وبينهم (بل كانوا يعبدون الجن) أي: الشياطين، حيث أطاعوهم في عبادة غير الله (أكثرهم بهم مؤمنون).
فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا) إذ الأمر فيه كله لله (ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون).
(وإذا تتلى عليهم اياتنا بينات قالوا ما هذا) يعنون النبي صلى الله عليه وآله (إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد اباؤكم وقالوا ما هذا) يعنون القرآن (إلا إفك): كذب (مفترى) على الله (وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين).
(وما اتيناهم من كتب يدرسونها): تدعوهم إلى ما هم عليه (1) (وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير) ينذرهم على تركه، فمن أين وقع لهم هذه الشبهة؟!.
(وكذب الذين من قبلهم) رسلهم، كما كذبوا (وما بلغوا معشار ما اتيناهم) قيل: وما بلغ هؤلاء عشر ما آتينا أولئك من القوة وطول العمر وكثرة المال، أو ما بلغ أولئك عشر ما آتينا هؤلاء من البينات والهدى (2).
أقول: كأنه أريد - على التقديرين - أن أولئك كانوا أحرى بتكذيب رسلهم من هؤلاء، وعليه يحمل ما رواه القمي مرفوعا: (وما بلغ ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمد) (3). أو يحمل على أن المراد: أن فضائل محمد وآل محمد أحرى بالحسد والتكذيب، وإيتاء محمد وآل محمد إيتاء لهم، فلا ينافي الحديث ظاهر القرآن.