التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٦١٦
وإغاثة الملهوف في حبوطها وذهابها هباء منثورا، لبنائها على غير أساس من معرفة الله، والتوجه بها إليه - برماد طيرته الريح العاصف. * (لا يقدرون) * يوم القيامة * (مما كسبوا) * منها * (على شئ) * يعني لا يرون لشئ منها ثوابا * (ذلك) * أي: ضلالهم مع حسبانهم أنهم محسنون * (هو الضلل البعيد) * في غاية البعد عن الحق.
* (ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق) *: بالحكمة والغرض الصحيح، ولم يخلقها عبثا باطلا * (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد) *.
* (وما ذلك على الله بعزيز) *: بمتعذر، أو متعسر.
* (وبرزوا لله جميعا) * يعني يوم القيامة. ذكر بلفظ الماضي لتحقق وقوعه.
* (فقال الضعفاء) *: ضعفاء الرأي، يعني الاتباع * (للذين استكبروا) *: لرؤسائهم.
قال: " أفتدرون الاستكبار ما هو؟ هو ترك الطاعة لمن أمروا بطاعته، والترفع على من ندبوا إلى متابعته " 1. * (إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا لو هدنا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص) *: منجى ومهرب من العذاب.
* (وقال الشيطان) *. قال: " كلما كان في القرآن " قال الشيطان " يريد به الثاني " 2.
* (لما قضى الامر) *. القمي: أي: لما فرغ من أمر الدنيا من أوليائه 3. * (إن الله وعدكم وعد الحق) * من البعث والجزاء، فوفى لكم بما وعدكم * (ووعدتكم) * خلاف ذلك * (فأخلفتكم) *: فلم أوف لكم * (وما كان لي عليكم من سلطن) * فأجبركم على الكفر والعصيان * (إلا أن دعوتكم) * بتسويلي ووسوستي * (فاستجبتم لي) *: أسرعتم إجابتي * (فلا تلوموني) * بوسوستي، فإن من صرح بعداوته لا يلام بأمثال ذلك * (ولوموا أنفسكم) * حيث اغتررتم * (ما أنا بمصرخكم) *: بمغيثكم من العذاب * (وما أنتم

١ - مصباح المتهجد: ٧٠١، عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة يوم الغدير.
2 - العياشي 2: 223، الحديث: 8، عن أبي جعفر عليه السلام.
3 - القمي 1: 368.
(٦١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 611 612 613 614 615 616 617 618 619 620 621 ... » »»
الفهرست