التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٤٤
(إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض): الشاكون في الاسلام (غر هؤلاء دينهم) يعنون المسلمين، أي: اغتروا بدينهم حتى تعرضوا بقتلهم (1) لقتال جم غفير (ومن يتوكل على الله فإن عزيز حكيم). جواب لهم.
(ولو ترى): ولو رأيت، فإن " لو " تجعل المضارع ماضيا عكس " إن ". (إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة) ببدر (يضربون وجوههم): ما أقبل منهم (وأدبارهم): وما أدبر. ورد: " إنما أراد: وأستاههم، إن الله كريم يكني " (2). (وذوقوا عذاب الحريق):
ويقولون: ". قيل: كانت معهم مقامع من حديد كلما ضربوا التهبت النار منها (3).
(ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد).
(كدأب آل فرعون) أي: دأب هؤلاء مثل دأب آل فرعون، ودأبهم: عادتهم وعملهم الذي دأبوا فيه، أي: داوموا عليه. (والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوى شديد العقاب).
(ذلك). إشارة إلى ما حل بهم. (بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم): يبدلوا ما بهم من الحال إلى حال أسوه، كتغيير (4) قريش حالهم في صلة الرحم، والكف عن تعرض الآيات والرسل بمعاداة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن تبعه منهم، والسعي في إراقة دمائهم، والتكذيب بالآيات والاستهزاء بها إلى غير ذلك مما أحدثوه بعد المبعث. ورد: " إن الله قضى قضاء حتما: لا ينعم (5) على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة " (6). (وأن الله

(١) في " ب " و " ج ": " مع قلتهم ".
(٢) العياشي ٢: ٦٥، الحديث: ٧١، مرفوعا.
(٣) البيضاوي ٣: ٥٣، والتفسير الكبير (للفخر الرازي) ١٥: ١٧٨.
(٤) في " ألف ": " كتغير ".
(٥) في المصدر: " ألا ينعم ".
(٦) الكافي ٢: ٢٧٣، الحديث: 22، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»
الفهرست