التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٤٦
يتقوى به في الحرب. قال: " القوة الرمي " (1). وفي رواية: " سيف وترس " (2). وفي أخرى: " منه الخضاب بالسواد " (3). (ومن رباط الخيل). الرباط اسم للخيل التي تربط في سبيل الله. (ترهبون به عدوالله وعدوكم): كفار مكة (وآخرين من دونهم): من غيرهم من الكفرة (لا تعلمونهم): لا تعرفونهم بأعيانهم، لأنهم يصلون ويصومون (الله يعلمهم): يعرفهم، لأنه المطلع على الاسرار (وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم) جزاؤه (وأنتم لا تظلمون) بتضييع العمل أو نقص الثواب.
(وإن جنحوا للسلم): مالوا إلى الصلح والاستسلام (فاجنح لها) وعاهد معهم، وتأنيث الضمير لحملها على نقيضها الذي هي الحرب. سئل: ما السلم؟ قال:
" الدخول في أمرنا " (4). (وتوكل على الله) ولا تخف من خديعتهم ومكرهم، فإن الله عاصمك وكافيك منهم، (إنه هو السميع العليم).
(وإن يريدوا أن يخدعوك) في الصلح بأن يقصدوا به دفع أصحابك عن (5) القتال، حتى يقوى أمرهم، فيبدؤكم به من غير استعداد منكم. قال: " إن هؤلاء قوم كانوا معه من قريش " (6). (فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين).
(وألف بين قلوبهم، قال: " هم الأنصار وهم الأوس والخزرج، كان بينهما حرب شديد وعداوة في الجاهلية، فألف الله بين قلوبهم ونصر بهم نبيه " (7). (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ماء ألفت بين قلوبهم) لتناهي عداوتهم (ولكن الله ألف بينهم).

(١) مجمع البيان ٣ - ٤: ٥٥٥، والكافي ٥: ٥٠، الحديث: ١٢، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(٢) العياشي ٢: ٦٦، الحديث: ٧٣، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣) من لا يحضره الفقيه ٥: ٧٠، الحديث: ٢٨٢، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٤) الكافي ١: ٤١٥، الحديث: 16، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(5) في " ألف ": " من القتال ".
(6) القمي 1: 297، أبي جعفر عليه السلام.
(7) القمي 1: 297، أبي جعفر عليه السلام.
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»
الفهرست