التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٤٩
المهاجرون من مكة إلى المدينة (وجاهدوا بأموالهم) فصرفوها (وأنفسهم) فبذلوها (في سبيل الله والذين آووا ونصروا) آووهم إلى ديارهم، ونصروهم على أعدائهم، وهم الأنصار (أولئك بعضهم أولياء بعض): يتولى بعضهم بعضا في الميراث. ورد:
" كان المهاجرون والأنصار يتوارثون بالمؤاخاة الأولى دون الأقارب، حتى نسخ ذلك بقوله تعالى: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض [في كتاب الله] (1) ") (2).
(والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا) أي: من توليهم في الميراث. (وإن استنصروكم في الدين). قيل: يعني الذين لمن يهاجروا منكم (3) (فعليكم النصر) لهم (إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق): عهد فلا يجوز لكم نصركم عليهم (والله بما تعملون بصير).
(والذين كفروا بعضهم أولياء بعض): لا توالوهم وإن كانوا أقارب (إلا تفعلوه) أي: ما أمرتم به من التواصل بينكم حتى في الإرث، والتقاطع بينكم وبين الكفار (تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، لان المسلمين ما لم يكونوا يدا واحدة على أهل الشرك كان الشرك ظاهرا وتجرأ أهله على أهل الاسلام ودعوهم إلى الكفر.
(والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم).
(والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم) أي: اللاحقين بعد السابقين.
(فأولئك منكم): من جملتكم أيها المهاجرون والأنصار، وحكمهم حكمكم في وجوب موالاتهم ونصرتهم وإن تأخر إيمانهم وهجرتهم. (وأولو الأرحام): وأولوا القرابات (بعضهم أولى ببعض) بميراث بعض، يعني من كان أقرب إلى الميت في

(1) ما بين المعقوفتين من: " ب ". (2) مجمع البيان 3 - 4: 561، عن أبي جعفر عليه السلام. والآية في نفس السورة: 75.
(3) المصدر، والتفسير الكبير (للفخر الرازي) 15: 210.
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»
الفهرست