التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٤٣
إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: غضوا أبصاركم وعضوا على النواجذ (1) ولا تسلوا (2) سيفا حتى آذن لكم، ثم رفع يده إلى السماء فقال: يا رب إن تهلك هذه العصابة لم تعبد وإن شئت لا تعبد لا تعبد، ثم أصابه الغشي فسري عنه (3) وهو يسلت (4) العرق عن وجهه وهو يقول: هذا جبرئيل قد أتاكم في ألف من الملائكة مردفين، فنظروا فإذا بسحابة سوداء فيها برق لائح قد وقعت على عسكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقائل يقول: أقدم حيزوم! أقدم حيزوم (5)!
وسمعوا قعقعة السلاح من الجو، ونظر إبليس إلى جبرئيل فراجع ورمى باللواء، فأخذ منبه بن الحجاج (6) بمجامع ثوبه، ثم قال: ويلك يا سراقة تفت (7) في أعضاد الناس، فركله إبليس ركلة (8) في صدره و " قال إني برئ منكم " الآية وهو قوله تعالى: " وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس " الآية 9.

(١) النواجذ جمع ناجذ: أقصى الأضراس وهي أربعة: والنجذ: شدة العض بها: وعض على ناجذه:
بلغ أشده " القاموس المحيط ١: ٣٧٣ ". وفي جميع النسخ: " النواجد " بالدال المهملة، والصواب ما أثبتناه.
(٢) السل: انتزاعك الشئ وإخراجه برفق وسل السيف: اخراجه من الغمد. مجمع البحرين ٥: ٣٩٨ (سلل).
(٣) سري عنه: زال عنه وانكشف. المنجد في اللغة: ٣٣٢ (سرى).
(٤) أصل السلت: القطع. يقال: سلتت الخضاب عن يدها: إذا مسحته وألقته النهاية. ٢: ٣٨٧ (سلت).
(٥) في " القاموس المحيط ٤: ٩٧ ": الحيزوم: فرس جبرئيل: وفي " النهاية ١: ٤٦٧ و ٤: ٢٦ ": " أقدم حيزوم " هو أمر بالاقدام وهو التقدم في الحرب. والاقدام: الشجاعة. وفي " البحار ١٩: ٢٦٤ ": أراد أقدم يا حيزوم. فحذف حرف النداء.
(٦) نبيه ومنبه ابنا الحجاج كانا من المستهزئين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والطعن عليه، وكانا يلقيانه فيقولا له: أما وجد الله من يبعثه غيرك؟ إن هاهنا من هو أسن منك وأيسر. فقتل منبه في غزوة البدر، قتله علي بن أبي طالب (راجع: الكامل في التاريخ ٢: ٧١).
(٧) فت الشئ: دقه وكسره، وفت في عضده: كسر قوته وفرق عنه أعوانه. أقرب الموارد ٢: ٨٩٩ (فت).
(٨) الركل: الضرب برجل واحدة. القاموس المحيط ٣: ٣٩٧ (ركل).
(9) القمي 1: 266.
(٤٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 ... » »»
الفهرست