ويرده إلى الناصب، عدلا منه جلاله وتقدست أسماؤه ويقول للناصب: لا ظلم عليك، هذه الأعمال الخبيثة من طينك ومزاجك وأنت أولى بها، وهذه الأعمال الصالحة من طين المؤمن ومزاجه وهو أولى بها، " لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب " (1)، ثم تلا: " الخبيثاث للخبيثين " (2) الآية. وقرأ: " والذين كفروا إلى جنهم يحشرون ليميز الله الخبيث من الطيب " الآية " (3).
قل للذين كفروا إن ينتهوا) عن الكفر ومعاداة الرسول (يغفر لهم ما قد سلف) من ذنوبهم (وإن يعودوا) إلى قتاله (فقد مضت سنت الأولين) الذين تحزبوا على الأنبياء بالتدمير، كما جرى على أهل بدر، فليتوقعوا مثل ذلك.
(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة): لا يوجد فيهم شرك (ويكون الدين كله لله) ويضمحل عنهم الأديان الباطلة. قال: " لم يجئ تأويل هذه الآية [بعد] (4) ولو قد قام قائمنا بعد سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية، وليبلغن دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما بلغ الليل حتى لا يكون مشرك (5) على ظهر الأرض، كما قال الله: " يعبدونني لا يشركون بي شيئا ") (6). (فإن انتهوا) عن الكفر (فإن الله بما يعملون بصير).
(وإن تولوا) ولم ينتهوا (فاعلموا أن الله مولاكم): ناصركم فثقوا به ولا تبالوا بمعاداتهم (نعم المولى ونعم النصير).
واعلموا أنما غنمتم من شئ) قال: " هي والله الإفادة يوما بيوم " (7).