التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٠٢
(والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة وحبطت أعمالهم): لا ينفعون بها (هل يجزون إلا ما كانوا يعملوا).
(واتخذ قوم موسى من بعده): من بعد ذهابه للميقات (من حليهم عجلا جسدا): خاليا من الروح (له خوار): صوت البقر. قد سبق قصة العجل في سورة البقرة (1). وورد: " إن فيما ناجى موسى ربه (2) أن قال: يا رب هذا السامري صنع العجل، فالخوار من صنعه؟! فأوحى الله إليه: يا موسى إن تلك فتنتي فلا تفحص عنها " (3). وفي رواية: " قال: يا رب، ومن أخار الصنم؟ فقال الله يا موسى أنا أخرته، فقال موسى: إن هي إلا فتنتك " (4). (ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه) إلها (وكانوا ظالمين): واضعين الأشياء غير مواضعها، فلم يكن اتخاذ العجل بدعا منهم.
(ولما سقط في أيديهم). كناية عن اشتداد ندمهم، فإن النادم المتحسر يعض يده غما، فتصير يده مسقوطا فيها. (ورأوا): وعلموا (أنهم قد ضلوا) باتخاذ العجل (قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين).
(ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا): شديد الغضب، أو حزينا (قال بئسما خلفتموني من بعدى) حيث عبدتم العجل مكان عبادة الله (أعجلتم أمر ربكم)؟ يقال:
عجل عن الامر: إذا تركه غير تام، وأعجله عنه غيره، ويضمن معنى سبق فيقال:
عجل الامر. والمعني: أتركتم أمر ربكم غير تام؟ والامر: انتظار موسى حافظين لعهده (وألقى الألواح): طرحها من شدة الغضب لله، وفرط الضجر حمية للدين. ورد:

(1) في ذيل الآية: 51.
(2) في " ب ": " ناجى ربه موسى " وفي المصدر: " ناجى الله موسى ".
(3) العياشي 2: 29، الحديث: 80، عن أبي جعفر عليه السلام.
(4) المصدر الحديث: 79، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»
الفهرست