التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٠٤
صلى الله عليهم إلا ذليلا " (1).
(والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا): وعملوا بمقتضي الايمان (إن ربك من بعدها): من بعد التوبة (لغفور رحيم).
(ولما سكت عن موسى الغضب). عبر عن سكون الغضب بالسكوت تنبيها على أن الغضب كان هو الحامل له على ما فعل، والامر له به، والمغري عليه، وهذا من البلاغة في الكلام. (أخذ الألواح) التي ألقاها (وفي نسختها هدى): بيان ودلالة لما يحتاج إليه من أمر الدين (ورحمة): نعمة ومنفعة (للذين هم لربهم يرهبون) المعاصي.
(واختار موسى قومه): من قومه، من باب الحذف والإيصال. (سبعين رجلا لميقاتنا). سبقت قصتهم (2). (فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي). تمنى هلاكهم وهلاكه قبل أن يرى ما رأي. (أتهلكنا بما فعل السفهاء منا)؟
من التجاسر على طلب الرؤية.
(ورد: " إن السبعين لما صاروا معه إلى الجبل قالوا له: إنك قد رأيت الله سبحانه فأرناه كما رأيته، فقال: إني لم أره، فقالوا: " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة " (3)، فأخذتهم الصاعقة واحترقوا عن آخرهم وبقي موسى وحيدا، فقال: يا رب اخترت سبعين رجلا من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي، فكيف يصدقني قومي بما أخبرتهم به؟ ف‍ " لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا "؟
فأحياهم الله بعد موتهم " (4). (إن هي إلا فتنتك): إبتلاؤك حين أسمعتهم كلامك حتى طمعوا في الرؤية. (تضل بها من تشاء وتهدى من تشاء أنت ولينا): القائم بأمرنا

(١) الكافي ٢: ١٦، الحديث: 6، عن أبي جعفر عليه السلام.
(2) في ذيل الآية: 143 من نفس السورة.
(3) البقرة (2): 55.
(4) التوحيد: 424، الباب: 65، ذيل الحديث: 1، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»
الفهرست