التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٩٧
بني إسرائيل حول الله ماء النيل دما، فكان القبطي يراه دما والإسرائيلي يراه ماء، فإذا شربه الإسرائيلي كان ماء وإذا شربه القبطي يشربه (1) دما، فكان القبطي يحول دما، فجزعوا من ذلك جزعا شديدا، فقالوا لموسى: لئن رفع عنا الدم لنرسلن معك بني إسرائيل، فلما رفع الله عنهم الدم غدروا ولم يخلوا عن بني إسرائيل، فأرسل الله عليهم الرجز، وهو الثلج، ولم يروه قبل ذلك، فماتوا فيه وجزعوا وأصابهم ما لم يعهدوه قبله، ف‍ " قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك، لئن كشفت عنا " الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل " فدعا ربه فكشف عنهم الثلج فخلى عن بني إسرائيل، فلما خلى عنهم اجتمعوا إلى موسى عليه السلام وخرج موسى من مصر، واجتمع إليه من كان هرب من فرعون، وبلغ فرعون ذلك، فقال له هامان: قد نهيتك أن تخلي عن بني إسرائيل، فقد استجمعوا إليه، فجزع فرعون وبعث في المدائن حاشرين، وخرج في طلب موسى " (2).
(وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون) يعني: بني إسرائيل، كان يستضعفهم فرعون وقومه بالإستعباد وذبح الأبناء. (مشارق الأرض ومغاربها) يعني: أرض مصر والشام، ملكها بنو إسرائيل بعد الفراعنة والعمالة وتمكنوا في نواحيها، (التي باركنا فيها) بالخصب والعيش (وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل):
ومضت عليهم، واتصلت بالانجاز عدته إياهم بالنصر والتمكين، وهي قوله عز وجل:
" ونريد أن نمن على الذين استضعفوا " إلى قوله: " ما كانوا يحذرون " 3. (بما صبروا): بسبب صبرهم على الشدائد (ودمرنا): وخربنا (ما كان يصنع فرعون

(1) في المصدر: " كان دما ".
(القمي 1: 237 - 238، وفي مجمع البيان 3 - 4: 468 - 469 ما يقرب منه عن الصادقين عليهما السلام.
(3) القصص (28): 5 و 6.
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»
الفهرست