التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٠١
الرسالة (وكن من الشاكرين). روي: " أن سؤال الرؤية كان يوم عرفة وإعطاء التوراة يوم النحر " (1).
(وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ). ورد: " أنزلها عليه وفيها تبيان كل شئ كان أو هو كائن إلى أن تقوم الساعة. قال: وهي عندنا " (2).
وورد: " إن الألواح كانت من زبرجدة من الجنة " (3). وفي رواية: " كانت من زمرد أخضر " (4). (فخذها بقوة): بجد وعزيمة (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها): بأحسن ما فيها، كالصبر والعفو بالإضافة إلى الانتقام والاقتصاص، وهو مثل قوله تعالى:
" واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم " (5) وقوله: " فيتبعون أحسنه " (6) (سأوريكم دار الفاسقين): منازل القرون الماضية المخالفة لأمر الله، الخارجة عن طاعة الله لتعتبروا.
(سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) بالطبع على قلوبهم، فلا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها. (وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها) لأنهما كهم في الهوى. ورد: " إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت عنها هيبة الاسلام وإذا تركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي " (7). (وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا) القمي: إذا رأو الايمان والصدق والوفاء والعمل الصالح لا يتخذوه سبيلا، وإن يروا الشرك والزنا والمعاصي يأخذوا بها ويعملوا بها (8). (ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين).

(١) البيضاوي ٣: ٢٧.
(٢) والعياشي ٢: ٢٨، الحديث: ٧٧، وبصائر الدرجات: ١٤٠، الباب: ١١، الحديث: ٤، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣) والعياشي ٢: ٢٨، الحديث: ٧٧، وبصائر الدرجات: ١٤٠، الباب: ١١، الحديث: ٤، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٤) بصائر الدرجات: ١٤١، الباب: 11، الحديث: 6، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(5) الزمر (39): 55 و 18.
(6) الزمر (39): 55 و 18.
(7) فيض القدير 1: 404.
(8) القمي 1: 240.
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»
الفهرست