التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٩١
(وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين).
(حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق): بأن لا أقول كما قرئ به، فوضع " على " مكان الباء كقولهم: " رميت على القوس ". (قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل: فخلهم حتى يرجعوا معي إلى الأرض المقدسة التي هي وطن آبائهم، وكان قد استعبدهم واستخدامهم في الأعمال الشاقة.
(قال إن كنت جئت بأية فأت بها إن كنت من الصادقين).
(فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين): ظاهر أمره لا يشك في أنه ثعبان، وهو الحية العظيمة. قال: " وكان له شعبتان قد وقع إحداهما في الأرض والأخرى في أعلى قبة فرعون، وكان ارتفاعها ثمانين ذراعا، فنظر فرعون إلى جوفه وهو يلتهب نيرانا، فأهوى إليه فأحدث (1) وصاح: يا موسى خذها " (2).
(ونزع يده) من جيبه (فإذا هي بيضاء للناظرين): بياضا نورانيا غلب شعاعه شعاع الشمس. " وكان موسى آدم شديد الأدمة " فيما يروى (3).
(قال الملا من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم).
(يريد أن يخرجكم من أرضكم فما ذا تأمرون).
قالوا أرجه وأخاه): أخرهما وأصدرهما عنك، حتى ترى رأيك فيهما وتدبر أمرهما. ورد: " لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح، (4) ولو كان لأمر بقتلهما، قال:
وكذلك نحن لا يسرع إلينا (5) إلا كل خبيث الولادة ". (6) (وأرسل في المدائن حاشرين).

(١) أحدث فلان: تغوط. أقرب الموارد ١: ١٦٩ (حديث).
(٢) العياشي ٢: ٢٤ ذيل الحديث: ٦١، مرفوعة.
(٣) تفسير أبي السعود ٣: ٢٥٨، والكشاف ٢: ١٠٢، والبيضاوي ٣: ٢١.
(٤) السفاح - بالكسر -: الزنا والفجور. مجمع البحرين ٢: ٣٧٢ (سفح).
(5) في المصدر: " لا ينزع إلينا ".
(6) العياشي 2: 24، الحديث: 62، عن يونس بن ظبيان.
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست