التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٠٠
بجهلهم، فعند ذلك قال موسى: " رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه " وهو يهوي " فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل " بآية من آياته، " جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك " يقول:
رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي، " وأنا أول المؤمنين " مهم بأنك لا ترى " (1).
وفي رواية: " فقال الله تبارك وتعالى: لن تراني في الدنيا حتى تموت فتراني في الآخرة، ولكن إن أردت أن تراني في الدنيا " فانظر إلى الجبل " الآية " (2). وورد:
" لما صعد إلى الجبل فتحت أبواب السماء وأقبلت الملائكة أفواجا في أيديهم العمد (3) وفي رأسها النور، يمرون به فوجا بعد فوج، يقولون: يا بن عمران أثبت فقد سألت أمرا عظيما، قال: فلم يزل موسى واقفا حتى تجلى ربنا جل جلاله " (4). وفي رواية: " إن الملائكة أمرت أن تمر عليه موكبا بالبرق والرعد والريح والصواعق، فكل ما مر به موكب من المواكب ارتعدت فرائصه فيرفع (5) رأسه فيسأل أفيكم ربي؟ فيجاب هو آت وقد سألت عظيما يا بن عمران " (6). وفي رواية: " إنه لما سأل ربه سأل، أمر واحدا من الكروبيين (7) فتجلى للجبل وجعله دكا " (8).
(قال يا موسى إني اصطفيتك): اخترتك (على الناس) أي: الذين في زمانك (برسالاتي) يعني: أسفار التوراة (وبكلامي): وبتكليمي إياك (فخذ ما آتيتك) من

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٠٠ - ٢٠١، الباب: ١٥، الحديث: ١.
(٢) التوحيد: ٢٦٢، الباب: ٣٦، ذيل الحديث: ٥، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(٣) العمد - بضم العين والميم وفتحهما - جمع العمود.
(٤) العياشي ٢: ٢٦، الحديث: ٧٢، عن الصادقين عليهما السلام، وفيه: " فلما صعد موسى على الجبل ".
(٥) في " ألف " و " ج ": " فرفع ".
(٦) العياشي ٢: ٢٧، الحديث: ٧٤، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٧) الكروبيون - مخففة الراء - سادة الملائكة والمقربون منهم. مجمع البحرين ٢: ١٥٩ (كرب).
(8) السرائر: 476، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه: " رجلا " بدل: " واحدا ".
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»
الفهرست