التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٩٠
شئ الظلال؟ قال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شئ وليس بشئ، ثم بعث منهم النبيين فدعوهم إلى الاقرار بالله، وهو قوله: " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله " (1).
ثم دعوهم إلى الاقرار بالنبيين، فأقر بعضهم وأنكر بعض (2) ثم دعوهم إلى ولايتنا، فأقر بها والله من أحب وأنكرها من أبغض، وهو قوله: " ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل " (3) ثم قال: كان التكذيب ثم " (4). وفي رواية: " فمنهم من أقر بلسانه ولم يؤمن بقلبه " (5). (كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين).
(وما وجدنا لأكثرهم من عهد): وفاء عهد (وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين):
وإنه علمنا أكثرهم خارجين عن الطاعة. قال: " إنها نزلت في الشاك " (6). وفي رواية:
" إنكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا، وإنكم لم تبدلوا بنا غيرنا، لو لم تفعلوا لعير كم الله كما عيرهم، حيث يقول: " وما وجدنا لأكثرهم من عهد " الآية " (7).
وعن أبي ذر: " والله ما صدق أحد ممن أخذ ميثاقه فوفى بعهد الله غير أهل بيت نبيهم وعصابة قليلة من شيعتهم، وذلك قول الله: " وما وجدنا " الآية " (8).
(ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا): بالمعجزات (إلى فرعون وملئه). وهو لقب ملك مصر. (فظلموا بها): بأن كفروا بها مكان الايمان الذي هو من حقها لوضوحها (فانظر كيف كان عاقبة المفسدين).

(١) الزخرف (٤٣): ٨٧.
(٢) في " ألف ": " وأنكر بعضهم ".
(٣) يونس (١٠): ٧٤.
(٤) الكافي ٢: ١٠، الحديث: ٣، عن أبي جعفر عليه السلام، والعياشي ٢: ١٢٦ - ١٢٧، الحديث: ٣٧، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٥) القمي ١: ٢٤٨، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٦) الكافي ٢: ٣٩٩، الحديث: ١، والعياشي ٢: ٢٣، الحديث: ٦٠، عن موسى بن جعفر عليهما السلام.
(٧) الكافي ٨: ٣٥، ذيل الحديث: 6، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(8) العياشي 2: 23، الحديث: 59.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست