التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤١٢
ورد: " أخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر، فعرفهم نفسه وأراهم صنعه، ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه " (1). وفي رواية: سئل: كيف أجابوا وهم ذر؟ فقال: " جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه " (2). وفي أخرى: سئل: معاينة كان هذا؟
قال: " نعم، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه، فمنهم من أقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه، فقال الله: " فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ") (3).
(وورد: " لما أراد الله أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه، فقال لهم: من ربكم؟ فأول من نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام، فقالوا: أنت ربنا، فحملهم العلم والدين، ثم قال للملائكة (4): هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في خلقي، وهم المسؤولون، ثم قال لبني آدم: أقروا لله بالربوبية، ولهؤلاء النفر بالولاية والطاعة، فقالوا: نعم ربنا أقررنا. فقال الله للملائكة: أشهدوا، فقال الملائكة: شهدنا " (5).
(أن تقولوا يوم القيامة) قال: " على أن لا تقولوا غدا " (6). (إنا كنا عن هذا غافلين).
(أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) يعني: آباءهم المؤسسين أساس الشرك.
(وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون) عن التقليد وابتاع الباطل.
(واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا) هو بلعم بن باعورا من بني إسرائيل أوتي علم بعض كتب الله. قال: (الأصل فيه بلعم، ثم ضربه الله مثلا لكل مؤثر هواه على

(١) التوحيد: ٣٣٠، الباب: ٥٣، الحديث: ٩، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٢) الكافي ٢: ١٢، الحديث: ١، عن عبد الله عليه السلام.
(٣) القمي ١: ٢٤٨، عن أبي عبد الله. والآية في يونس (١٠): ٧٤.
(٤) في " ألف ": " الملائكة ".
(٥) الكافي ١: ١٣٣، الحديث: ٧، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٦) الكافي ١: ١٣٣، الحديث: 7، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»
الفهرست