التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٥١
يرد بأسه عن القوم المجرمين) فلا تغتروا بإمهاله، فإنه لا يرد إذا جاء وقته.
(سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم): من أمر معلوم يصح الاحتجاج به على ما زعمتم (فتخرجوه لنا): فتظهروه لنا (إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون).
(قل فلله الحجة البلغة). (قال: " الحجة البالغة التي تبلغ الجاهل من أهل الكتاب فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه ") 1. (فلو شاء لهداكم أجمعين).
(قل هلم شهداءكم): أحضروهم (الذين يشهدون أن الله حرم هذا) يعني:
قدوتهم فيه، استحضرهم ليلزمهم الحجة (فإن شهدوا فلا تشهد معهم) فلا تصدقهم فيه (ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة ونهم بربهم يعدلون):
يجعلون له عديلا.
(قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا). لما أوجب ترك الشك والاحسان إلى الوالدين، فقد حرم الشرك والإساءة إليهما، لان إيجاب الشئ نهي عن ضده، فيصح أن يقع تفصيلا لما حرم. (وبالوالدين إحسنا). وضعه موضع النهي عن الإساءة للدلالة على أن ترك الإساءة في شأنهما غير كاف. القمي: الوالدين 2:
رسول الله وأمير المؤمنين عليهما السلام 3. (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق): من أجل فقر، أو من خشية فقر، لقوله: " خشة إملاق " 4. (نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش): كبائر الذنوب، أو الزنا (ما ظهر منها وما بطن) قال: " ما ظهر: نكاح

١ - ما بين المعقوفتين من " ج " و " ب ". والحديث في البرهان ١: ٥٦٠، الحديث: 4، عن أبي عبد الله عليه السلام، نقلا عن العلامة الحلي في الكشكول.
2 - في " ب و " ج ": " الوالدان ".
3 - القمي 1: 220.
4 - الاسراء (17): 31.
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»
الفهرست