التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٦٣
يكون لك): فما يصح لك (أن تتكبر فيها) وتعصي، فإنها مكان الخاشع المطيع، وفيه تنبيه على أن التكبر لا يليق بأهل الجنة. (فاخرج إنك من الصاغرين) فإن من تكبر وضعه الله.
(قال أنظرني إلى يوم يبعثون): أمهلني إلى يوم القيامة، فلا تمتني ولا تعجل عقوبتي.
(قال إنك من المنظرين). أجابه الله إلى ما سأله من الامهال، ولم يجبه إلى ما سأله من غايته، لان الله تعالى يقول في موضع آخر: " فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم " (1) وهو النفخة الأولى ويوم البعث، والقيامة هو النفخة الثانية. وورد: " يموت إبليس ما بين النفخة الأولى والثانية " (2). وفي رواية: " أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا " (3).
وفي إسعافه (4) إليه، ابتلاء العباد وتعريضهم للثواب بمخالفته.
(قال فبما أغويتني): فبسبب إغوائك إياي، وهو تكليفه إياه ما وقع به في الغي، ولم يثبت كما ثبتت الملائكة، فإنه لما أمره لله بالسجود حملته الانفة على معصيته.
(لأقعدن لهم صراطك المستقيم): لاجتهدن في إغوائهم حتى يفسدوا بسببي كما فسدت بسببهم، بأن أترصد لهم على طريق الاسلام كما يترصد القطاع على الطريق ليقطعه على المارة. ورد: " الصراط هنا: علي عليه السلام " (5). في رواية: " يا زرارة (6) إنما عمد لك ولأصحابك، فأما الآخرون فقد فرغ منهم " (7)

(١) الحجر (١٥): ٣٧ و ٣٨، وص (٣٨): ٨٠ و ٨١.
(٢) علل الشرايع ٢: ٤٠٢، الباب: ١٤٢، الحديث: ٢ عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣) العياشي ٢: ٢٤٢، الحديث: ١٤، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٤) الاسعاف: الإعانة وقضاء الحاجة. مجمع البحرين ٥: ٧٠ (سعف).
(٥) العياشي ٢: ٩، الحديث: ٦، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٦) لم ترد في " ب " و " ج " كلمة: " يا زرارة ".
(٧) الكافي ٨: ١٤٥، الحديث: 118 عن أبي جعفر عليه السلام، وفيه: " إنما صمدلك ".
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»
الفهرست