يكون لك): فما يصح لك (أن تتكبر فيها) وتعصي، فإنها مكان الخاشع المطيع، وفيه تنبيه على أن التكبر لا يليق بأهل الجنة. (فاخرج إنك من الصاغرين) فإن من تكبر وضعه الله.
(قال أنظرني إلى يوم يبعثون): أمهلني إلى يوم القيامة، فلا تمتني ولا تعجل عقوبتي.
(قال إنك من المنظرين). أجابه الله إلى ما سأله من الامهال، ولم يجبه إلى ما سأله من غايته، لان الله تعالى يقول في موضع آخر: " فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم " (1) وهو النفخة الأولى ويوم البعث، والقيامة هو النفخة الثانية. وورد: " يموت إبليس ما بين النفخة الأولى والثانية " (2). وفي رواية: " أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا " (3).
وفي إسعافه (4) إليه، ابتلاء العباد وتعريضهم للثواب بمخالفته.
(قال فبما أغويتني): فبسبب إغوائك إياي، وهو تكليفه إياه ما وقع به في الغي، ولم يثبت كما ثبتت الملائكة، فإنه لما أمره لله بالسجود حملته الانفة على معصيته.
(لأقعدن لهم صراطك المستقيم): لاجتهدن في إغوائهم حتى يفسدوا بسببي كما فسدت بسببهم، بأن أترصد لهم على طريق الاسلام كما يترصد القطاع على الطريق ليقطعه على المارة. ورد: " الصراط هنا: علي عليه السلام " (5). في رواية: " يا زرارة (6) إنما عمد لك ولأصحابك، فأما الآخرون فقد فرغ منهم " (7)