التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٥٦
(قل إنني هداني ربى إلى صراط مستقيم دينا): هداني دينا (قيما): قياما.
وصف بالمصدر مبالغة. (مما إبراهيم حنيفا). سبق تفسيره 1. (وما كان من المشركين).
(قل إن صلاتي ونسكي): عبادتي وقرباني 2: (ومحياي ومماتي): وما أنا عليه في حياتي وأموت عليه من الايمان والطاعة (لله رب العالمين): خالصة له.
(لا شريك بله): لا أشرك فيها غيره. ورد في حديث ذكر فيه: " إبراهيم عليه السلام دينه ديني وديني دينه، وسنته سنتي وسنتي سنته، وفضلي فضله وأنا أفضل منه " 3.
(وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)، " لأنه أول من أجاب في الذر ". كما ورد 4.
(قل أغير الله أبغى ربا) فأشركه في عبادتي؟! وهو جواب عن دعائهم إلى عبادة آلهتهم. (وهو رب كل شئ): والحال أن كل ما سواه مربوب مثلي لا يصلح للربوبية.
(ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى): لا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى. جواب عن قوله: " اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم " 5. (ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون).
(وهو الذيث جعلكم خلائف الأرض). قيل: يخلف بعضكم بعضا، كلما مضى قرن خلفهم قرن، أو خلفاء الله في أرضه تتصرفون فيها 6. (ورفع بعضكم فوق بعض

١ - لاحظ: البقرة ذيل الآية ١٣٥، وآل عمران ذيل الآية: ٩٥، والنساء ذيل الآية، والنساء ذيل الآية: ١٢٥.
٢ - القربان - على وزن فعلان - من القرب كالفرقان من الفرق: ما يقصد به القرب من رحمة الله من أعمال البر. " مجمع البحرين ٢: ١٤١ - قرب " وفي نسخة " ب " و " ج ": قرباتي " جمع القربة: ما يتقرب به إلى الله تعالى.
٣ - العياشي ١: ١٦٩، الحديث ٣٣، عن أبي جعفر عليه السلام.
٤ - الكافي ٢: ١٠، الحديث: 1 و 12، الحديث 3، عن أبي عبد الله عليه السلام.
5 - العنكبوت (29): 12.
6 - البيضاوي 2: 217، ورجع المعاني 8: 71.
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست