التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٤٦
عقبة الدار): أينا يكون له العاقبة الحسنى التي خلق الله لها هذه الدار. والتهديد بصيغة الامر مبالغة في الوعيد، وتسجيل للمأمور بأنه لا يأتي منه إلا الشر. (إنه لا يفلح الظالمون).
(وجعلوا لله) يعني مشركي العرب (مما ذرأ): مما خلق الله (من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم) من غير أن يؤمروا به (وهذا لشركائنا):
أصنامهم التي أشركوها في أموالهم (فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون). روي: " انهم كانوا يعينون شيئا من حرث ونتاج الله ويصرفونه إلى الضيفان والمساكين، وشيئا منهما لآلهتهم، وينفقون على سدنتها ويذبحون عندها، ثم إن رأوا ما عينوا لله أزكى بدلوه بما لآلهتهم، وإن رأوا ما لآلهتهم أزكى تركوه لها حبا لآلهتهم، واعتلوا لذلك بأن الله غني " 1. وورد:
" كان إذا اختلط ما جعل للأصنام بما جعل لله ردوه، وإذا اختلط ما جعل الله بما جعلوه للأصنام تركوه، وقالوا: الله غني، وإذا انخرق الماء من الذي لله في الذي للأصنام لم يسدوه، وإذا انخرق من الذي للأصنام في الذي لله سدوه، وقالوا: لله غني " 2.
(وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولدهم) بالواد 3، خيفة العيلة أو العار، أو بالنحر لآلهتهم (شركاؤهم) من الشياطين أو السدنة (ليردوهم): ليهلكوهم بالاغواء (وليلبسوا عليهم دينهم): وليخلصوا عليهم ما كانوا عليه (ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون).
(وقالوا هذه). إشارة إلى ما جعل لآلهتهم. (أنعم وحرث حجر): حرام

١ - البيضاوي ٢: ٢٠٩.
٢ - مجمع البيان ٣ - ٤: ٣٧٠، عن أئمتنا عليهم السلام.
٣ - وأد بنته يئدها: دفنها حية. القاموس المحيط ١: ٣٥٥ (وأد).
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست