التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣١٣
جميعا وثانيا الليل والنهار المشتملين على الأزمنة جميعا، ليعم الموجودات التي تندرج تحت الظرفين.
قل أغير اتخذ وليا فاطر السماوات والأرض) مبدعهما بقدرته من غير احتذاء مثال 1 (وهو يطعم ولا يطعم) يرزق ولا يرزق يعني ان المنافع كلها من عنده ولا يجوز عليه الانتفاع. (قل اني أمرت ان أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين) اي: وقيل لي: ولا تكونن أو عطف على قال.
(قل اني أخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم). قطع لأطماعهم بالكلية.
وتعريض لهم بأنهم عصاة مستوجبون للعذاب. قال (ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة حتى نزلت سورة الفتح فلم يعد إلى ذلك الكلام 2.
من يصرف عنه يومئذ يعني: العذاب (فقد رحمه) وتفضل عليه. ورد:
والذي نفسي بيده ما من الناس أحد يدخل الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل 3. (وذلك الفوز المبين.
وان يمسسك الله يضر). ببلية كمرض وفقر (فلا كاشف له) فلا قادر على كشفه الا هو وان يمسسك بخير: بنعمة كصحة وغنى (فهو على كل شئ قدير) يقدر على ادامته وازالته.
وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخير.
قل اي شئ أكبر شهده) أعظم شهادة واصدق (قل الله شهيد بيني وبينكم) قل: الله الذي غير خاف انه أكبر شئ شهادة هو الذي يشهد لي بالنبوة.

١ - احتذى مثاله: اقتدى به الصحاح ٦: ٢٣١١ (حذا).
2 - العياشي 2: 120 الحديث 120، عن أبي الله عليه السلام مع تفاوت يسير.
3 - مجمع البيان 3 - 4: 280 عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»
الفهرست