معجزا، ألا ترون أن الطيور التي تطير ليس ذلك منها بمعجز، لأن لها أجناسا يقع منها مثل طيرانها، ولو أن آدميا طار كطيرانها كان ذلك معجزا، فالله تعالى سهل عليكم الأمر وجعله مثلكم بحيث يقوم عليكم حجته 1، وأنتم تقترحون عمل الصعب الذي لا حجة فيه) 2.
(ولقد استهزئ برسل من قبلك). تسلية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم على ما يرى من قومه.
(فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون): فأحاط بهم الذي يستهزؤون به من العذاب.
(قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المشركين) قال: (انظروا في القرآن وأخبار الأنبياء) 3.
(قل لمن ما في السماوات والأرض). سؤال تبكيت 4. (قل لله). تقرير لهم، أي: هو لله لا خلاف بيني وبينكم في ذلك، ولا تقدرون أن تضيفوا شيئا منه إلى غيره.
(كتب على نفسه الرحمة): أوجبها على ذاته في هدايتكم إلى معرفته والعلم بتوحيده، بنصب الحجج وانزال الكتب والامهال على الكفر والذنوب، لتدارك ما فرط. (ليجمعنكم) قرنا بعد قرن (إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم) بتضييع رأس مالهم الذي هو الفطرة (فهم لا يؤمنون) لأن ابطال الفطرة أداهم إلى الاصرار على الكفر.
(وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم): ولله ما تمكن وحل فيهما، ولا يخفى عليه شئ. ذكر في الأول السماوات والأرض، المشتملتين على الأمكنة