التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٥٥
المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر): وترفع (1) عنها. الاستكبار دون الاستنكاف، وإنما يستعمل حيث لا استحقاق، بخلاف التكبر، فإنه قد يكون باستحقاق، كما هو في الله سبحانه. (فسيحشرهم إليه جميعا).
(فأما الذين آمنوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا).
(يا أيها الناس قد جائكم برهن من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا).
(فأما الذين آمنوا بالله واعصتموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما). قال: " البرهان: محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والنور: علي عليه السلام، والصراط المستقيم:
علي عليه السلام " (2). والقمي: النور: إمامة علي، والاعتصام: التمسك بولايته، وولاية الأئمة عليهم السلام بعده (3).
(يستفتونك) أي: في الكلالة، كما يدل عليه الجواب، وقد سبق تفسيرها (4). روي:
" إن جابر بن عبد الله كان مريضا، فعاده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إن لي كلالة فكيف أصنع في مالي؟ فنزلت " (5). (قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ أهلك ليس له ولد وله أخت) قال: " أخت لأم وأب أو أخت لأب " (6). (فلها نصف ما ترك وهو يرثها) أي والمرء يرث أخته جميع مالها إن كانت الأخت هي الميتة. (إن لم يكن لها ولد) ولا والد، لان الكلام في ميراث الكلالة، ولما ثبت أن الاخوة لا يرثون مع الأب. (فإن كانتا اثنتين). الضمير لمن يرث بالاخوة. (فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا

١ - في " ج " " يترفع ".
٢ - العياشي ١: ٢٨٥، الحديث: ٣٠٨، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٣ - القمي ١: ١٥٩.
٤ - ذيل الآية: ١٢ من هذه السورة.
٥ - البيضاوي ٢: ١٣٢، والدر المنثور ٢: ٧٥٣.
٦ - الكافي ٧: ١٠١، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست