التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٦٦
تعدلوا) فتعتدوا عليهم بارتكاب ما لا يحل، كمثله وقذف وقتل نساء وصبية ونقض عهد، تشفيا مما في قلوبكم. (اعدلوا) في أوليائكم وأعدائكم (هو أقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون).
(وعد الله الذين آمنوا وعلموا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم).
(والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم).
(يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا): يبطشوا (إليكم أيديهم) بالقتل والاهلاك (فكف أيديهم عنكم). القمي: يعنى أهل مكة من قبل فتحها، فكف أيديهم بالصلح يوم الحديبية 1. (واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
(ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا): كفيلا أمينا شاهدا من كل سبط ينقب عن أحوال قومه ويفتش عنها ويعرف مناقبهم. (وقال الله انى معكم لئن أقمتم الصلاة وأتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم): ونصرتموهم وقويتموهم (وأقرضتم الله قرضا حسنا) بالانفاق في سبيله (لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجرى من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل).
قيل: أمروا بعد هلاك فرعون بأن يخرجوا إلى (أريحا) من أرض الشام ويجاهدوا مع ساكنيها من الجبابرة ويستقروا فيها، وأمر موسى بأن يأخذ من كل سبط نقيبا يكون كفيلا على قومه بالوفاء بما أمروا به، فاختار النقباء وأخذ الميثاق عليهم، فلما دنوا من أرضهم بعث النقباء يتجسسون فرأوا أجراما عظاما وقوة، فرجعوا فأخبروا موسى بذلك فأمرهم أن يكتموا ذلك، فحدثوا بذلك قومهم، الا كالب بن يوفنا من سبط يهودا ويوشع

1 - القمي 1: 163.
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»
الفهرست