التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٤٤
بالقلب " (1). وفي رواية: " التسوية في كل الأمور من جميع الوجوه " (2). (ولو حرصتم) كل الحرص فإن ذلك ليس إليكم، ولا تملكونه ولا تكلفونه ولا تؤاخذون به. روي:
" إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقسم بين نسائه ويقول: اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " (3). (فلا تميلوا كل الميل) بترك المستطاع ولا جور على المرغوب عنها (فتذروها كالمطلقة) التي ليست ذات بعل ولا أيما (4). ورد: " إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقسم بين نسائه في مرضه، فيطاف به بينهن، وإن عليا عليه السلام كان له امرأتان، فكان إذا كان يوم واحدة لا يتوضأ في بيت الأخرى " (5). (وإن تصلحوا) ما تفسدون من أمورهن (وتتقوا) فيما يستقبل (فإن الله كان غفورا رحيما) يغفر لكم ما مضى.
(وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته) ببدل أو سلو (6)، ويرزقه من فضله (وكان لله وسعا حكيما).
(ولله ما في السماوات وما في الأرض) لا يتعذر عليه الا بغناء بعد الفرقة والايناس بعد الوحشة. (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتب من قبلكم وإياكم إن اتقوا الله). قال:
" في هذه الآية قد جمع الله ما يتواصى به المتواصون، من الأولين والآخرين، في خصلة واحدة، وهي التقوى، وفيه جماع كل عبادة صالحة، وبه وصل من وصل إلى الدرجات العلى " (7). (وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض) لا يتضرر

١ - الكافي ٥: ٣٦٣، ذيل الحديث: ١، والعياشي ١: ٢٧٩، الحديث: ٢٨٥، والقمي ١: ١٥٥، ومجمع البيان ٣ - ٤: ١٢١، عن أبي عبد الله عليه السلام مع تفاوت.
٢ - مجمع البيان ٣ - ٤: ١٢١، عن الصادقين عليهما السلام.
٣ - المصدر، والدر المنثور ٢: ٧١٢.
٤ - الأيم، فيما يتعارفه أهل اللسان: الذي لا زوج له، من الرجال والنساء. يقال: رجل أيم، سواء كان تزوج من قيل أو لم يتزوج، والمرأة أيم، أيضا، بكرات كانت أو ثيبا. وإنما قيل للمرأة " أيم " ولم يقل " أيمة "، لان أكثر ذلك للنساء، فهو كالمستعار.. مجمع البحرين ٦: ١٦ (أيم) ٥ - مجمع البيان ٣ - ٤: ١٢١، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام.
٦ - السلوة والسلوة: رخاء العيش. يقال: هو في سلوة من العيش، أي: في نعمة ورفاهية ورغد.
مجمع البحرين ١: ٢٣٣، ولسان العرب ١٤: ٣٩٦ (سلا).
٧ - مصباح الشريعة: ١٦٣، الباب: 77، في الوصية، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست