التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢١٣
التوراة (يشترون الضلالة): يستبد لونها بالهدى، بعد حصوله لهم بالمعجزات الدالة على صدق محمد صلى الله عليه وآله وسلم المبشر (1) به في التوراة. (و يريدون أن تضلوا السبيل).
(والله أعلم) منكم (بأعدائكم وكفى بالله وليا) يلي أمركم (وكفى بالله نصيرا) يعينكم فثقوا به واكتفوا به عن غيره.
(من الذين هادوا) قوم (يحرفون الكلم عن مواضعه): يميلونها عنها بتبديل كلمة مكان أخرى، كما حرفوا في وصف محمد صلى الله عليه وآله وسلم " أسمر ربعة " (2) عن موضعه في التوراة ووضعوا مكانه (3) " آدم طوال " (4). (ويقولون سمعنا) قولك (وعصينا) أمرك (واسمع غير مسمع) يعني (5): واسمع منا ندعوا عليك بلا سمعت، أو اسمع، غير مجاب إلى ما تدعو إليه، كذا قيل (6). (وراعنا):
انظرنا نكلمك أو نفهم كلامك، يعنون به السب. فإن " راعنا " سب في لغتهم.
(ليا بألسنتهم) فتلا بها وصرفا للكلام إلى ما يشبه السب حيث وضعوا " راعنا " المشابه لما يتسابون به موضع " انظرنا " و " غير مسمع " موضع " لا أسمعت مكروها ".
(وطعنا في الدين): استهزاء به وسخرية (ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم): وأعدل وأسد (ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا).
(يا أيها الذين أوتوا الكتب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس

١ - في " ب " و " ج ": " وأنه المبشر ".
٢ - الأسمر: من شبه لونه لون الحنطة والأدم: من اشتد سمرته. والربعه: من ليس بطويل ولا قصير. " منه في الصافي ١: ٤٥٦ ".
٣ - في " ب ": " في مكانه ".
٤ - آدم، جمعه: الأدم كأحمر وحمر، وهي في الناس السمرة الشديدة. النهاية 1: 32 (أدم). والطول - بالضم -: الطويل. " منه في الصافي 1: 457 ".
5 - في " ب " و " ج ": " يعنون ".
6 - البيضاوي 2: 90، والكشاف 1: 530.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست