التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢١٨
أهله " (1). (فإن تنازعتم) أيها المأمورون (في شئ) من أمور الدين (فردوه):
فراجعوا فيه. (إلى الله): إلى محكم كتابه (والرسول) " بالسؤال عنه في زمانه، و بالأخذ بسنته، والمراجعة إلى من أمر بالمراجعة إليه بعده، فإنه (2) رد إليه " (3). كذا ورد في تفسير الآية. وفي رواية: " نزلت: فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله وإلى الرسول و إلى أولي الامر منكم " (4). وفي أخرى: " تلا هذه الآية هكذا: فإن خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم " (5). قال: " هكذا نزلت وكيف يأمرهم الله بطاعة ولاة الأمر ويرخص في منازعتهم، إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: أطيعوا الله " (6). (إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) فإن الايمان يوجب ذلك.
(ذلك خير وأحسن تأويلا) من تأويلكم بلا رد.
(ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضللا بعيدا). القمي: نزلت في الزبير بن العوام، نازع رجلا من اليهود في حديقة، فقال الزبير: نرضى بابن شيبة اليهودي، وقال اليهودي: نرضى بمحمد. فأنزل الله (7). وورد: " أيما رجل كان بينه وبين أخ مماراة في حق، فدعاه إلى رجل من إخوانه ليحكم بينه وبينه فأبى إلا أن يرافعه إلى هؤلاء، كان بمنزلة الذين قال الله " ألم تر " الآية " (8).
وفي رواية: " من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقه

١ - كمال الدين ١: ٢٥٣، الباب: ٢٣، الحديث: ٣.
٢ - في " ب " و " ج ": " فإنها ".
٣ - نهج البلاغة (لصبحي الصالح): ١٨٢ من خطبة: ١٢٥.
٤ - القمي ١: ١٤١، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه: " فرجعوه إلى الله ".
٥ - الكافي ٨: ١٨٤، الحديث، ٢١٢، عن أبي جعفر عليه السلام، مع تفاوت يسير.
٦ - الكافي ٨: ١٨٤، الحديث، ٢١٢، عن أبي جعفر عليه السلام، مع تفاوت يسير.
٧ - القمي ١: ١٤١، وفيه: " ترضى " بدل " نرضى " في موضعين.
٨ - الكافي ٧: ٤١١، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست