التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢١٢
إذ الغائط: المكان المنخفض من الأرض. كانوا يقصدون للحدث مكانا منخفضا يغيب فيه أشخاصهم عن الرائي. (أو لمستم النساء). قال: " هو الجماع، ولكن الله ستير يحب الستر، ولم يسم كما تسمون " (1). (فلم تجدوا ماء) متعلق بكل من الجمل الأربع، ويشمل عدم التمكن من استعماله، فإن الممنوع منه كالمفقود. (فتيمموا صعيدا طيبا): فتعمدوا ترابا طاهرا. قال: " الصعيد:
الموضع المرتفع والطيب: الموضع الذي ينحدر عنه الماء " (2). (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) " يعني بعض وجوهكم وبعض أيديكم، فإن الباء فيه للتبعيض ".
كذا ورد (3).
وورد في صفة التيمم: " فضرب بيديه على الأرض فنفضهما (4)، ثم مسح على جبينه، ثم مسح كفيه إحداهما على ظهر الأخرى " (5). وفي رواية: " التيمم ضربة للوجه وضربة للكفين " (6). وينبغي حملها على الأولوية. وورد: " إنه سواء من الوضوء و الجنابة والحيض " (7).
أقول: وزيد في المائدة " منه " (8) أي من ذلك الصعيد، فأستفيد منه اشتراط علوق التراب بالكف، وعدم جواز التيمم بالحجر غير المغبر.
(إن الله كان عفوا غفورا) فلذلك يسر الامر عليكم ورخص لكم.
(ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتب): حظا يسيرا من علم

١ - الكافي ٥: ٥٥٥، الحديث: ٥، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه: " فلم يسم... ".
٢ - معاني الأخبار: ٢٨٣، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٣ - الكافي ٣: ٣٠، الحديث: ٤، عن أبي جعفر عليه السلام.
٤ - نفضت الثوب والشجر أنفضه نفضا: إذا حركته لينتفض. الصحاح ٣: ١١٠٩ (نفض).
٥ - العياشي ١: ٢٤٤، الحديث: ١٤٤، والكافي ٣: ٦١، الحديث: ١، و ٦٢، الحديث: ٣، عن أبي جعفر عليه السلام، مع تفاوت في العبارة.
٦ - التهذيب ١: ٢١٠، الحديث: 609، عن الرضا عليه السلام.
7 - المصدر: 212، الحديث: 617، عن أبي عبد الله عليه السلام.
8 - الآية: 6.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست