التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٢٤
رسولا وكفى بالله شهيدا) على ذلك، فما ينبغي لاحد أن يخرج من طاعتك.
(من يطع الرسول فقد أطاع الله) لأنه في الحقيقة مبلغ، والآمر والناهي هو الله.
روي: أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من أحبني فقد أحب الله ومن أطاعني فقد أطاع الله. فقال المنافقون: لقد قارف الشرك وهو ينهى عنه، ما يريد إلا أن نتخذه ربا، كما اتخذت النصارى عيسى، فنزلت " (1). (ومن تولى): أعرض عن طاعته (فما أرسلناك عليهم حفيظا): تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها، إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب.
(ويقولون) إذا أمرتهم بأمر (طاعة): أمرنا طاعة (فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم): دبروا ليلا (غير الذي تقول): خلاف ما قلت أو خلاف ما قالت من القبول وضمان الطاعة. (والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا): يكفيك شرهم.
(أفلا يتدبرون القرآن): يتأملون معانيه ويتبصرون ما فيه (ولو كان من عند غير الله): من كلام البشر، كما زعموه (لوجدوا فيه اختلفا كثيرا) من تناقض المعنى، وتفاوت النظم، وخروج بعضه عن الفصاحة وعن مطابقته الواقع إلى غير ذلك.
(وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف): مما يوجب الامن أو الخوف (أذاعوا به): أفشوه. قيل: كان قوم من ضعفة المسلمين إذا بلغهم خبر عن سرايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أخبرهم الرسول بما أوحي إليه من وعد بالظفر أو تخويف من الكفرة أذاعوه، وكانت إذاعتهم مفسدة (2).
(ولو ردوه): ردوا ذلك الامر (إلى الرسول وإلى أولي الأمر

1 - البيضاوي 2: 103، والكشاف 1: 546.
2 - البيضاوي 2: 104، والكشاف 1: 547.
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»
الفهرست