التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١٨٥
لا يصبر عليها ولا يذعن بها إلا الخلص المخلصون. (وما كان الله ليطلعكم على الغيب) فتعلموا ما في القلوب من إخلاص ونفاق (ولكن الله يجتبى من رسله من يشاء) فيوحي إليه ويخبره ببعض المغيبات (فامنوا بالله ورسله) مخلصين (وإن تؤمنوا) حق الايمان (وتتقوا) النفاق (فلكم أجر عظيم): لا يقادر قدره.
(ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيمة): سيلزمون وباله إلزام الطوق. قال: " ما من أحد يمنع من زكاة ماله شيئا إلا جعل الله ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه، ينهش (1) من لحمه حتى يفرغ من الحساب وهو قول الله عز وجل " سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة "، يعني ما بخلوا به من الزكاة " (2). (ولله ميراث السماوات والأرض): وله ما فيهما مما يتوارث، فما لهؤلاء يبخلون عليه بماله، ولا ينفقونه في سبيله؟ (والله بما تعملون) من المنع والاعطاء (خبير) فيجازيكم.
(لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء). قيل: قاله اليهود لما سمعوا " من ذا الذي يقرض الله " (3). القمي: والله ما رأوا الله فيعلموا أنه فقير، و لكنهم رأوا أولياء الله فقراء، فقالوا: لو كان غنيا لاغنى أولياءه، (4) ففخروا على الله بالغنى. وفي رواية: " هم الذين يزعمون أن الامام يحتاج إلى ما يحملونه إليه " (5).
(سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق): بإذاعة أمرهم كما مر (6). (ونقول ذوقوا

١ - النهش: النهس، وهو أخذ اللحم بمقدم الأسنان. مجمع البحرين ٤: ١٥٦، ولسان العرب ٦: ٣٦٠ (نهش).
٢ - الكافي ٣: ٥٠٢، الحديث: ١، عن أبي عبد الله عليه السلام، والعياشي ١: ٢٠٧، الحديث: ١٥٨، عن أبي جعفر عليه السلام.
٣ - الكشاف ١: ٤٨٤. والآية في البقرة: ٢٤٥.
٤ - القمي ١: ١٢٧.
٥ - المناقب 4: 48، عن أبي جعفر عليه السلام.
6 - في سورة البقرة، ذيل الآية: 61.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست