التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١٨٦
عذاب الحريق).
(ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد) بل إنما يعذب بمقتضى العدل، إن عذب ولم يتفضل.
(الذين قالوا إن الله عهد إلينا): أمرنا في التوراة وأوصانا، وكذبوا (ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار): تحرقه. روي: " أن هذه كانت معجزة لأنبياء بني إسرائيل أن يقرب بقربان، فيقوم النبي فيدعو، فتنزل نار من السماء فتحرق قربان من قبل منه " (1). (قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين). قال: " كان بين القائلين والقاتلين خمسمأة عام، فألزمهم الله القتل برضاهم بما فعلوا " (2).
(فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات): المعجزات (والزبر): الحكم والمواعظ والزواجر (والكتب المنير): المشتمل على الشرايع والاحكام.
(كل نفس ذائقة الموت). وعد ووعيد للمصدق والمكذب. (وإنما توفون أجوركم): تعطون جزاء أعمالكم خيرا كان أو شرا تاما وافيا (يوم القيمة فمن زحزح): بوعد (عن النار وأدخل الجنة فقد فاز): ظفر بالمراد (وما الحياة الدنيا) أي: زخارفها وفضولها (إلا متع الغرور).
(لتبلون) أي: والله لتختبرن (في أموالكم) قال: " بإخراج الزكاة " (3).
(وأنفسكم) قال: " بالتوطين على الصبر " (4). (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتب

١ - الكافي ٤: ٣٣٥، الحديث: ١٦ عن أبي عبد الله عليه السلام، مع تفاوت، ومجمع البيان ١ - ٢: ٥٤٩، عن ابن عباس، والقمي ١: ١٢٧، والبيضاوي ٢: ٥٨.
٢ - الكافي ٢: ٤٠٩، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.
3 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 89، الباب: 33، ذيل الحديث: 1، وعلل الشرايع 2: 369، الباب:
90، الحديث: 3، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
4 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 89، الباب: 33، ذيل الحديث: 1، وعلل الشرايع 2: 369، الباب:
90، الحديث: 3، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست