التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١٨٤
لكم عند الموسم، فوالله لا يفلت (1) منكم أحد. فكره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخروج.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفسي بيده لأخرجن ولو وحدي، فأما الجبان فإنه رجع، وأما الشجاع فإنه تأهب للقتال. وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل. فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أصحابه حتى وافى بدر الصغرى، فأقام به ينتظر أبا سفيان، وقد انصرف أبو سفيان من مجنة إلى مكة، فلم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه أحدا من المشركين ببدر، ووافوا السوق، وكانت لهم تجارات فباعوا وأصابوا الدرهم درهمين، وانصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين، فنزلت ". كذا ورد (2).
(فانقلبوا بنعمة من الله): عافية وثبات على الايمان وزيادة فيه (وفضل): وربح في التجارة (لم يمسسهم سوء) من جراعة وكيد عدو (واتبعوا رضوان الله) بجرأتهم وخروجهم (والله ذو فضل عظيم).
(إنما ذلكم الشيطان) يعني به المثبط وهو " نعيم ". (يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين).
(ولا يحزنك الذين يسرعون في الكفر) وهم المنافقون المتخلفون (إنهم لن يضروا الله): أولياء الله (شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم).
(إن الذين اشتروا الكفر بالأيمن لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم). تأكيد وتعميم.
(ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم): نمهلهم ونخليهم وشأنهم (خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين).
(ما كان الله المؤمنين على ماء أنتم عليه): مختلطين لا يعرف مخلصهم من منافقهم (حتى يميز الخبيث من الطيب): يميز المنافق من المخلص بالتكاليف الشاقة التي

١ - التفلت والافلات: التخلص. مجمع البحرين ٢: ٢١٣، ولسان العرب ٢: ٦٦ (فلت).
2 - مجمع البيان 1 - 2: 540، عن أبي جعفر عليه السلام.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست