التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ١٠٣
ورجله ويصلب، ثم تلا هذه الآية " (1).
(يسئلونك ماذا ينفقون قل ماء أنفقتم من خير): من مال (فللوالدين والأقربين واليتامى والمسكين وابن السبيل). سئل عن المنفق، فأجاب ببيان المصرف، لأنه أهم، إذ النفقة لا يعتد بها إلا إذا وقعت موقعها. قيل: وكان السؤال متضمنا للمصرف أيضا (2)، وإن لم يذكر في الآية. (وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم) يعلم كنهه ويوفي ثوابه.
(كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا) في الحال (وهو خير لكم) في العاقبة. وهكذا أكثر ما أمر نابه، فإن الطبع يكرهه وهو مناط صلاحنا وسبب فلاحنا (وعسى أن تحبوا شيئا) في الحال (وهو شر لكم) في المآل. وهكذا أكثر ما نهينا عنه، فإن النفس تحبه وتهواه وهو يفضي بنا إلى الردى. وإنما ذكر " عسى " لان النفس إذا ارتاضت ينعكس الامر عليها. (والله يعلم) ما هو خير لكم (وأنتم لا تعلمون).
(يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه). قيل: قتل المسلمون مشركا في غرة رجب، وهم يظنونه من جمادي الآخرة، فقالت قريش: قد استحل محمد الشهر الحرام، فسئل، فنزلت (3). (قل قتال فيه كبير): عظيم. تم الكلام ثم ابتدأ وقال: (وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله): ولكن ما فعلوا بك من الصد عن الاسلام والكفر بالله وبالمسجد وإخراجك والمؤمنين منه، أعظم وزرا عند الله من القتل الذي وقع في الشهر الحرام. (والفتنة) يعني الكفر وساير ما فعلوا

1 - الخرايج والجرايح 3: 1155، الحديث: 61، عن علي بن الحسين عليهما السلام.
2 - مجمع البيان 1 - 2: 309، والكشاف 1: 356، والبيضاوي 1: 233.
3 - مجمع البيان 1 - 2: 312، والكشاف 1: 356، والبيضاوي 1: 234.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست